حقوق الجيران في الإسلام

حقوق الجيران في الإسلام : إن الله سبحانه وتعالى بعث نبيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بدين الإسلام ورسالته الخالدة وأمر سبحانه وتعالى عباده بتوحيده وعبادته وبالخضوع له وطاعته وحثهم على حسن التعامل مع الناس والإحسان إلى خلقه وجعل ذلك من اوجب الواجبات على أمة الإسلام وعلى أهل اليقين والإيمان وخاصة مع الوالدين وذوي القرابة والأرحام والجيران

حقوق الجيران في الإسلام

فقال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز : واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم.

جمع الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة بين حقه وحقوق عباده وأصحاب هذه الحقوق أنوع منهم ذوو القرابة وخص بالذكر الوالدين لشدة قربهما وعظم حقهما ومنهم قريب مخالط وهم الجار ذو القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب ومنهم ضعيف محتاج إلى الإحسان لضعف بدنه وهو اليتيم ومنهم محتاج لقلة ماله وهو المسكين.

إن حق الجار عظيم ربطه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالإيمان بالله والإيمان باليوم الآخر، جاء في البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤدي جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت، وعن أبي شريح رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن، قيل من يا رسول الله، قال : من لا يؤمن جاره بوائقه.

وللجار منزلة عظيمة في شريعة الإسلام، حتى أن النبي صلىالله عليه وسلم ظن أن الجار سيرث جاره إن مات من كثرة إيصاء جبريل عليه السلام له بالجار، إذ صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه.

وكل هذه الأحاديث والآثار وأمثالها تؤكد الصلة والارتباط بين الإيمان والقيام بحقوق الجيران، ما يدل على أن حق الجار من خصال الإيمان ومن أعمال الإيمان بالله الذي يطلع على خائنة الأعين وما تخفي الصدور، والإيمان بالله واليوم الآخر الذي فيه الجزاء والحساب.

يجمع حق الجار ثلاثة أمور، إكرامه وكف الأذى عنه وتحمل أذاه، أما إكرامه فباب واسع يبدأ بالسلام ويلين له في الكلام ويتلطف معه في الحديث ويرشده إلى ما فيه صلاحه وصلاح أهله في دينهم ودنياهم ويحفظه في غيبته، ومن إكرام الجار والإحسان إليه المبادرة بإهداء ما تيسر لأن الجار بنظر إلى ما يدخل دار جاره وما يخرج منها، روى مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك.

ومن أنواع الإحسان مواساته عند الحاجة، وأن ينفع جاره فيما وهبه الله من مواهب وهيأ له من تخصصات، فالغني يواسي والطبيب يعالج والمعلم يعلم وهكذا وسائر أرباب الحرف والمهني والصناعي جيران متحابون يعين بعضهم بعضا وينفع بعضهم بعضا .

ومن أنواع الإحسان إلى الجار تعليمه وإرشاده ونصحه وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر بأدب وحكمة، كما ينبغي أن يتلطف لولده في كلماته ويرشده إلى ما ينفعه في أمور دينه ودنياه، ومن أنواع الإحسان إلى الجار كذلك كف الأذى عنه، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه والبوائق جمع بائقة الشرور والأضرار، وعبر في الحديث بقوله لا يأمن جاره بوائقه أي لا يتخذ من معرفته بأحواله سبيلا لطعنه والتسلط عليه وطريقا لابتزازه

علاقة بالموضوع

ادفع نفسك إلى تجارب جديدة

الفكرة الشائعة التي دائما ما تكون خاطئة بشكل واضح وللأسف هي فكرة أنه سيكون لدينا دائمًا الوقت للقيام بالأشياء لاحقًا. ن...

ادفع نفسك إلى تجارب جديدة