مسألة الزواج مسألة خلق قبل كل شيء، نظرا لكون الحب والعواطف متغيرة، فإذا كانت العلاقة شهوانية فالشهوة قصيرة العمر ولإن طبيه الشهوة مملة، أما الحب إذا كانت فيه عاطفة فإنه لا يطول كثيرا، لإن العواطف كذلك متقلبة فمن الممكن أن تحب شيئا الآن وتكره فيما بعد.
الشيء الوحيد الذي يثبت العلاقة هو أن العقل يبقى مقتنعا فعلا أن هذه الزوجة بالنسبة لك ولحياتك لها ضرورة وليست مسألة عاطفة.
إلى جانب العقل والتفاهم هناك عنصر ثالث وهو الأخلاق أي استعداد الانسان أن يتنازل عن أنانيته في مقابل الآخر، وتبقى هناك تنازلات متبادلة بين الزوجين وهي مسألة أخلاقية لن تجدها إلا في النفوس الخيرة.
المسألة الأخلاقية هي أن تقبل عيوب الآخر، غير أن العكس الذي نجده في العلاقات الزوجية، حيث نجد طرفا قويا والثاني هو الذي يتنازل، فيبقى هناك صراع سلطة لا قضية حب، فالحب أصبح له مسميات أخرى كالغيرة مثلا، وهي نفسها الرغبة في التملك كما لون أن الشخص الآخر مجرد كرسي.